سلوفنيا
قائمة بيانات شخصية
نجحت سلوفينيا، هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، في تحقيق الإنجاز وبلوغ نهائيات كأس العالم FIFA. وعندما يؤخذ في الحسبان بأن سلوفينيا تأهلت على حساب بولندا وتشيكيا وأخيراً روسيا في الملحق/ والأخيرة يبلغ عدد سكانها 142 مليون نسمة، يأخذ هذا الإنجاز حجما أكبر ويعتبر بمثابة شبه المعجزة. والواقع أن بلوغ نهائيات عام 2010 سيكون ثاني مشاركة لهذه الدولة منذ أن نالت إستقلالها إثر انهيار يوجوسلافيا سابقا مطلع التسعينات، وهي مصممة على الإستمرار في قلب التوقعات رأسا على عقب في العرس العالمي.
الطريق الى جنوب أفريقيا
عندما سحبت قرعة الدور التمهيدي، أجمع معظم النقاد على أن منتخبي بولندا وتشيكيا سيسيطران على التصفيات خصوصا أن كلاهما بلغ نهائيات كأس العالم FIFA في ألمانيا 2006، وكأس أوروبا 2008 UEFA. بيد أن المرشحين فشلا في المنافسة على البطاقة الوحيدة المؤهلة مباشرة والأخرى التي تخول صاحبها خوض الملحق، ذلك أن الصراع إنحصر بين وسلوفينيا وسلوفاكيا.
يعود الفضل في نجاح سلوفينيا إلى دفاعها الذي يعتبر الأقوى على الإطلاق بين سائر المنتخبات الأوروبية. صحيح أن منتخب هولندا الذي يشرف عليه برت فان مارييك، تفوق عليها إحصائياً لكنه لعب مباراتين أقل من سلوفينيا الذي دخل مرماها أربعة أهداف فقط في 10 مباريات. بقي المنتخب السلوفيني باشراف المدرب ماتياش كيتش مرشحاً لإنتزاع المركز الاول حتى الجولة الأخيرة قبل أن تنتزعها سلوفاكيا، التي كانت خسرت امام سلوفينيا على أرضها في الجولة قبل الاخيرة، وذلك إثر فوزها على بولندا 1-0.
على الرغم من الجهود اللافتة التي بذلها المنتخب السلوفيني، كان من الواضح بأن نظيره الروسي كان الأكثر سعادة للقائه عندما أوقعتهما قرعة الملحق وجهاً لوجه، حتى أن لاعب المنتخب الروسي الكسندر كيرجاكوف إعتبر القرعة بأنها جيدة. لكن كم كان كيرجاكوف مخطئاً. كانت كل الأمور تسير بحسب ما يشتهيه المنتخب الروسي الذي تقدم ذهاباً بهدفين، بيد أن المنتخب السلوفيني رفض الإستسلام ونجح في تسجيل هدف بواسطة نيتش بيتشنيك قبل نهاية المباراة بدقيقتين ليعزز من آمال فريقه في مباراة العودة.
نجح المنتخب السلوفيني في رد التحية في مباراة العودة على أرضه وتغلب على المنتخب الروسي بهدف نظيف سجله زلاتكو ديديتش ليحقق أكبر مفاجأة في التصفيات في السنوات الأخيرة.
نجوم
لا يضم المنتخب السلوفيني في صفوفه أي لاعب نجم. لكن على الرغم من أن الفريق يعول على قوته الجماعية وروحه العالية، فإن مدرب كيتش يستطيع الإعتماد على بعض اللاعبين الموهوبين لعل أبرزهم مهاجم كولن ميليفوي نوفاكوفيتش (30 سنة) الذي سجل خمسة أهداف خلال التصفيات وهو سيخوض غمار كأس العالم FIFA في ذروة مستواه. يصف نوفاكوفيتش المولود في ليوبليانا بأنه يشكل ثلث المنتخب إلى جانب الحارس سمير هاندانوفيتش وقائد المنتخب روبرت كورين لاعب الوسط المهاجم المتألق.
المدرب
عرف مدرب سلوفينيا ماتياش كيتش بخصاله القيادة أكثر من موهبته على أرض الملعب. كان كيتش في الثلاثين من عمره عندما لعب أول وآخر مباراة دولية له عام 1992. بدأ كيتش أولى خطواته في مسيرته التدريبية قبل ثمانية أعوام في نادي ماريبور الذي قاده الى ثلاثة القاب محلية متتالية عندما كان لاعباً في صفوفه. بعد أن أمضى على رأس الجهاز الفني لماريبور ستة سنوات ناجحة، تعاقد معه الإتحاد السلوفيني للإشراف على تدريب منتخبي تحت 15 وتحت 16 سنة. وفي يناير/كانون الثاني عام 2007 رقي إلى منصب مدرب المنتخب الأول، ومنذ ذلك التاريخ حقق إنجازات فاقت جميع التوقعات من خلال قيادته منتخب بلاده المغمور إلى أهم بطولة عالمية، وكما قال هو نفسه إثر إخراجه المنتخب الروسي في الملحق "لقد حققت سلوفينيا الحلم".
السجل
نظرأ لإستقلالها عن يوجوسلافيا عام 1991، فإن تاريخ سلوفينيا هو الأقصر بين معظم المنتخبات التي تأهلت إلى جنوب أفريقيا 2010. يستطيع المنتخب السلوفيني أن يفخر بأنها المرة الثانية التي يبلغ فيها نهائيات كأس العالم بعد ان بلغ المنتخب الذي كان بقيادة ستريتشكو كاتانيتش نهائيات كأس العالم عام 2002 بإخراجه سويسرا، ولسخرية القدر يوجوسلافيا أيضاً. بيد أن باكورة مشاركاتها لم تسر كما تشتهي بعد أن طرد لاعبها زلاتكو زاهوفيتش لأسباب مسلكية إثر إشتباكه مع كاتانيتش بعد خسارة الفريق لمبارياته الثلاث في دور المجموعات.
تصريحات
ميليفوي نوفاكوفيتش (مهاجم سلوفينيا): "إن بلوغ نهائيات كأس العالم يعتبر إنجازاً كبيراً لدولة صغيرة بحجم سلوفينيا. قبل بداية التصفيات لم يعطنا أحد الأمل. أما الآن فإن اللاعبين والدولة باسرها فخورون بالإنجاز الذي حققناه. نريد أن نبرهن أنه على الرغم من صغر حجم دولتنا، نستطيع أن نقارع الكبار".