منتديات الجزائر العربية
السلام و عليكم
يشرفنا ان تقوم باتسجيل معنا عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
مدير المنتدى

منتديات الجزائر العربية
السلام و عليكم
يشرفنا ان تقوم باتسجيل معنا عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
مدير المنتدى

منتديات الجزائر العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجزائر العربية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
حارس المدرسة 41120910
حارس المدرسة Support

 

 حارس المدرسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
JokER-Dz
المشرفين
المشرفين
JokER-Dz


العقرب
الخنزير
المشاركات : 1019
التميز : 2275
السمعة : 0
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
العمر : 28
الموقع : https://arbalg.yoo7.com

حارس المدرسة Empty
مُساهمةموضوع: حارس المدرسة   حارس المدرسة Emptyالسبت مايو 15, 2010 1:31 am

استبد به القلق...
وسكن قلبه هم ثقيل...
أرسل نظره نحو السقف، وأخذ يغوص في أفكار كئيبة...
- يا لشدة قسوة الإنسان على أخيه الإنسان، أحدهم يرفل في أحضان النعيم، ولا يفكر فيمن يتقلب على جمر الحرمان، يرون الفقر بأعينهم، يفترس إخوانهم، ولا يشرعون أسلحة الإحسان لمحاربته، مع قدرتهم على ذلك...
خطرت هذه الأفكار على ذهنه، وهو يجلس على كرسي متهالك أمام غرفة مدير المدرسة...
لقد انشغل ذهنه انشغالا تاما بالدين الذي اقترضه من شركة للتقسيط وعجز عن تسديده، بل أصبح مهدداً بالسجن إذا هو لم يسارع إلى التسديد...
ليست هذه مشكلته وحسب؛ فعقله يختزن في نفس الوقت مرارة ما بعدها مرارة، بسبب قلة ذات اليد، حيث لا يجد ما يسد به أفواه سبعة من الأطفال، والطامة الكبرى أنه عاجز الآن عن شراء أغراض المدرسة من ملابس وحقائب وأقلام ودفاتر لأربعة منهم...
الجو رطب وحار والعرق يتصبب منه، يكاد يبل ملابسه الرثة...
أرسل نظره إلى الممر الطويل...
أرضيته مفروشة بالبلاط الجميل...
وجدرانه وسقفه مدهونان باللون الأبيض اللامع...
تذكر بيته في القرية، قال في نفسه:
لو كان مجلسي الذي استقبل فيه ضيوفي بجمال هذا الممر لعددت نفسي من المحظوظين...
لكن ليس هناك مجال للمقارنة بين هذا الطريق ومجلس بيتي الذي تغطي جدرانه طبقة من الطين ذي التضاريس العجيبة، أما سقفه فمن خشب غير متناسق قد حال لونه إلى السواد بفعل الدخان المتصاعد من النار...
ولا تسأل عن أرضيته...
المدرسون والطلاب يقطعون الممر ذهاباً وإياباً بملابسهم الجميلة، وأحذيتهم اللامعة...
تذكر أولاده الذين يرتدون ثيابا رثة بالية، أما الأحذية فلا يعرفونها...
أحس بانقباض يسرى في جسده، تمنى لو بقي في القرية، وصبر على الشقاء مع الستر؛ فلا يرى أحدا، ولا يراه أحد من غير المساكين أمثاله...
يحز في نفسه أن يرى أولاده أقل من أولاد الناس...
فُتح الباب...
لامست بشرته نسمه هواء باردة منبعثة من الغرفة المكيفة التي أمامه...
أنطلق صوت موجهاً له : أجب المدير...
أعد القهوة، وضعها في طبق نظيف يليق بضيوف المدير، قدمها للضيوف، ثم انتظر لكي يقوم بالخدمة، أعجبه جمال الغرفة وفخامة أثاثها، تأمل في المدير وهو يجلس في وقار وهيبة، تحيط به طاولة ضخمة، وأثر النعمة ظاهر عليه، فكر في أن يجري مقارنة بينه وبين المدير، هو لا شك أكبر منه سناً، أما الناحية المالية والمكانة الاجتماعية فلا مجال للمقارنة.. لا شك أنه عاش في المدينة وأتيحت له فرصة التعليم التي كانت القرية محرومة منها في أيامنا، لو سنحت لي فرصة في دخول المدرسة لكنت مثله...
ولم لا، أنني ذكي، وجاد، ومثابر؛ لكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء...
اللهم لا تحرمنا نعيم الجنة؛ فالدنيا زائلة مهما عظم نعيمها...
عاد إلى كرسيه القديم، وعادت إليه الحرارة والعرق ومعهما تلك الأفكار القاتمة...
- الموعد بعد الظهر من هذا اليوم في مركز الشرطة...
قال الضابط : إذا لم تحضر الفلوس فأحضر معك فراش النوم...
- لكن من أين لي أن أحضر المبلغ؟...
لقد بحثت عند جميع المعارف، ولم أجد شيئاً، ولسان حالهم يقول: من أين يعيد لنا هذا الفقير فلوسنا؟إذا جمع قرشين سينفقها على أولادة، أو يسدد بها أقساط الشركة...
والآن انتهت المهلة، و الأمل في الله وحده...
يتكثف إحساسه بنوع من سوء الوفاق مع الأشياء من حول...
تغمره موجة من الأفكار العاتية...
- كيف تبات زوجته وأولاده في سكن المدرسة وحدهم...
وليس بقربهم أحد من الجيران...
- ماذا يحدث لو روّعهم أحد العابثين؟
- إنهم لا يعرفون التصرف السليم في مثل هذه الأحوال...
- براءة القرية، وسذاجة البادية، لا زالت تحكم تصرفاتهم...
- ليس في المدينة أحد ممن يثق فيه ليضعهم عنده... تتدافع الصور في ذهنه...
يحس بانقباض...
تظلم الدنيا في وجهه...
تحاصره الهموم من كل جانب...
يقاومها...
يهرب منها إلى ماضيه التعيس الذي أوقعه في هذه المتاعب...
كان يعيش في القرية، يملك قطيعاً من الأغنام، هي المصدر الوحيد لرزقه، ومع تغير الحياة وكثرة النفقات؛ أصبح دخله من الغنم لا يفي ببعض حاجاته الضرورية، فكر في بيع الغنم والبحث عن وظيفة، كانت عائلته تلح عليه في تنفيذ هذه الفكرة، ولأنه أمي لم يجد إلا أن يعمل حارس مدرسة بمرتب قدره2000 ريال في الشهر، كان يريد الألتحاق ببعض المدارس القريبة من قريته، لكنه لم يجد مكاناً، كلها مشغولة، لذا أضطر إلى أن يعمل في مدرسة بمدينة جدة...
استلم السكن الخاص بالحارس في المدرسة، وأثثه بمبلغ عشرة آلاف ريال، اقترضها من شركة للتقسيط على أن يسدد المبلغ شهرياً من راتبه...
وقد استمرمدة يسدد الدين حسب الاتفاق، لكنه في الأشهر الأخيرة عجز عن التسديد؛ لظرف قاهر، هو مرض والده، واضطراره إلى زيارته المتكررة حيث ترتب على ذلك نفقات كثيرة، أثقلت كاهله...
تأخر عن سداد بعض الأقساط فرفعت الشركة دعوى ضده تطالبه بالتسديد...
الممر الطويل غاص بالطلاب وبعض المدرسين، الضحكات تنبعث من هنا وهناك والسرور يطفح على الوجوه...
قال في نفسه:
- إنهم مازالوا صغاراً، لم تعاركهم الحياة بكلكلها بعد...
الأساتذة يدخلون إلى غرفة المدير ثم يخرجون، بعضهم يسلم عليه، وأكثرهم لا يشعر به، هكذا الناس لا يشعرون إلا بالمهمين والأقوياء، أما المساكين فلا أحد يحس بهم، وكثيراً ما يكون ذلك من غير قصد، ومن غير وعي، ليس هناك دافع ولا حافز لأن يصرف لهم أحد اهتمامه...
كثيراً منهم ينسى أن يسلم على الحارس، لكنه لا ينسى أن يسلم على المدير...
فكر من جديد في الموعد...
تخيل تلك الطاولة الضخمة، وذلك الضابط الصارم...
قال في نفسه:
- ليس له ذنب، فهو ينفذ الأنظمة ، ويحافظ على الأمن العام، وربما لو أنه عرف ظروفي القاسية؛ لمد ليّ يد المساعدة...
- من المذنب إذن ؟
هل هو صاحب الشركة؟..
ذلك الرجل الثري الذي لا يعلم عن قضيتي شيئاً؛فهو مشغول بإدارة الصفقات التجارية الكبرى، ولو علم بحالتي؛ لربما رحمني وعفا عني ...
أم هو ذلك الموظف الذي أرسل قضيتي للشرطة؟
إنه موظف منوط به تنفيذ اللوائح والأنظمة...
وربما أنه رثى لحالي، لكن عمله يفرض عليه ذلك التصرف...
إن الأوامر والأنظمة عمياء، مجردة من الأحاسيس ينفذها أناس ليس لهم صلاحية إلا في التنفيذ...
كل هذا ليس مهم...
المهم هل سأبات هذه الليلة في السجن؟
أما في قلوب هؤلاء الناس رحمة...
من أجل مبلغ يسير أدخل السجن، وأترك أهلي يعانون أشد المعاناة...
أفاق من هواجسه على صوت أحد المدرسين...
- مالي أراك مهموماً!
اعتدل في جلسته، وصوّب نظره نحو ذلك الأستاذ المعروف بفعل الخير، والشفقة على المساكين ثم قال:
- لا شيء - يا أستاذ - جزاك الله خير...
- لا بد أن تخبرني، إني أرى ملامح وجهك تدل على ضيق شديد، ومعاناة مكتومة ...
وأخيرا قرر تحت إلحاح الأستاذ أن يفضي إليه بمشكلته رغم كرهه لذلك؛ فهو يفضل أن يصبر على نفسه، ويكره أن يؤذي أحداً بشكواه...
- يا أستاذ - مشكلتي تتلخص في أن عليّ دين قد عجزت عن تسديده، وأصحابه أقاموا علي دعوى، وأنا الآن مهدد بالسجن
- وهل أعطوك مهلة؟
- المهلة انتهت، والموعد هذا اليوم بعد الظهر...
- ولماذا لا تخبرنا حتى نساعدك، إن هذا المبلغ يسير يمكن دفعه بسهولة ثم أردف قائلا، وقد أخذته الشفقة:....
- لا تبرح مكانك هذا حتى آتيك...
ذهب الأستاذ يغذ السير، قاصداً غرفة المدرسين؛ ليخبرهم بمعاناة زميلهم؛ لكي يدفعوا عنه المبلغ مساهمة بينهم، وأثناء سيره إليهم، تذكر قول _الرسول صلى الله عليه وسلم_ : من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
قال في نفسه:
- ما أحوجني إلى أن ينفّس الله عني كربة من كرب يوم القيامة، ثم قرر أن يقوم هو بدفع المبلغ كاملاً...
وبعد زمن يسير عاد إلى الحارس مسرعا والمبلغ في يده ...
أجهش الحارس بالبكاء....ثم رفع يديه إلى السماء...
بعد ذلك شعر بأن تلك الهموم التي أثقلت كاهله؛ قد بدأت تنحسر عنه شيئاً فشيئاً، وغمرت قلبه موجة من السرور، وعادت البهجة ترفرف علي روحه، وقال في نفسه:
الدنيا ما زالت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ngaous.net/forum
 
حارس المدرسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجزائر العربية  :: يوميات و قصص واقعية-
انتقل الى: