قبل فترة بسيطة لاتتجاوز الشهر توفي أحد معارفنا شيخ كبير في السن تكالبت عليه امراض الشيخوخة حتى جعلته لايستطيع الدخول والخروج بحرية كالسابق
أضطر لتعبــــــه أن يصلي صلاتي الفجر والظهر في البيت بسبب طـــــول المدة بينهمـــــا لأنه يتعب من تكرار الدخول والخروج من البيت لمرضـــــه
وأصبح يذهب للمسجد مع ابنه اللذي يوصله لهناك من صلاة العصر ويجلس في المسجد ينتظر بقية الصلوات ويأتي ابنه ليأخذه وقت صلاة العشاء
في ذاك اليوم وهو يوم الخميس كان ينوي كعادته الذهاب للمسجد وقت العصر
فقال له ابنه : ياأبي أنت مريض ومتعب فلا تذهب للمسجد وصلي في المنزل
استشاط الأب غضباً من القهر وقال : لاتحرمني من المسجد يكفي أنني لاأصلي الفجر والظهر في المسجد
وسأذهب للمسجد ولن يمنعني أحد ويارب تكون ميتتي في المسجد
فاستسلم الابن لكلام ابيه وذهب به كالعادة للمسجد.
وعند صلاة العشاء حضر الأبن للمسجد ليصلي وليأخذ والده
فوجد تجمهر من الناس والشرطة أمام بوابة المسجد وعندما منعته الشرطة من الإقتراب قال أريد أن أخذ أبي من المسجد
فقال له الشرطي : ماإسمك والدك؟
فقال : فلان الفلاني
فقال له الشرطي : والدك توفي الأن وعظم الله أجرك (طبعاً عرف الشرطي الإسم من أهل الحي عند المسجد)
***
هل تعرفون كيف كانت ميتته؟
بعد أن صلى العصر والمغرب دخل أكرمكم الله لدروات المياه لتجديد وضوءه
وعندما خرج منها متوجهاً لباب المسجد كان يقول دعاء مابعد الوضوء ورفع يده متشهداً ورفع بصره للسماء وهو متوجه لباب المسجد وقال (أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) وخر على الأرض وقد قبض الله روحه إلى السماء
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لقد كانت نيته صادقة في دعاءه بأن يقبض الله روحه في المسجد وأستجاب الكريم له.............من صـــــــــــــــــــــــــــدق الله صــــــــــــــــــدقة
لقد كان قلبه معلقاً بالمساجد فقبضه الله على الهيئة التي يحب.......قال النبي صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ....الخ)
قبض الله روحه في ليلة الجمعة ........وقدقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ). رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث صحيح .
قبض الله روحه وهو في إنتظار للصلاة من العصر للعشاء.... قال عليه الصلاة والسلام :"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله , قال : " إسباغ الوضوء على المكارة وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " . رواه مسلم .
قبض الله روحه وهو كان يجلس بعد كل صلاة في مصلاه........قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، حتى ينصرف أو يحدث)). متفق عليه
قبض الله روحه وهو يتشهد بعد الوضوء.......قال النبي صلي الله عليه وسلم ( ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ، ثم يقول : أشهد أن " لا إله إلا الله وحده لا شريك له " " وأن محمد عبده " ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة ( الثمانية ) يدخل من أيها شاء) . رواه مسلم .
***
(فكم من شبابنا الان بل شيبنا وشيابنا بكامل صحتهم وعافيتهم قد فتن بالفضائيات والإلكترونيات والسهرات وأضاع الصلوات ولايعرف المسجد إلا في الجمعات)
***
بالتأكيد تريدون ان تعرفوا كيف كانت جنازته؟؟
إليكم القصة لكي تسر نفوسكم أكثر وأكثر
يقول من حضرها لم يكن في ذلك اليوم جنازة غيره ومع ذلك كان المسجد مكتظ جدااااا بالمصلين.....قال صلى الله عليه وسلم "ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أربعين إلا شُفِّعوا فيه)
والسبب....أن في تلك اللحظة وبعد الصلاة على الجنازة أعلن الإمام بالمايكرفون أن معهم 20 أو 50....رجلاً يريدون أن يعلنوا إسلامهم تلك الساعة.... (لاأتذكر العدد بالضبط الذي قيل لي لكي لااكون متبلية ولكن هو إحدى الر قمين)
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.....صلى عليه أناس مازالوا حديثي عهد بالإسلام مازالت صفحاتهم بيضاء نقية لم تخالطها الذنوب.
وعند الذهاب بالجنازة للمقبرة قالوا : كانت الجنازة كأنها فراشة تطير من سرعتها .....قال صلى الله عليه وسلم (إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم: فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني))
رحمه الله رحمة واسعة ورحم موتانا وموتى المسلمين
ونسأل الله أن لايحرمنا أجرهم ولايفتنا بعدهم ويغفر لنا ولهم
ويحسن خاتمتنا ويقبضنا على أحب مايحب أن يقبض به عباده الصالحين
اللهم آآآآآآآآآآآآآمين
تكرموا علينا بأن تقصوا علينا ماعندكم من قصص عايشتموها أو سمعتموها لعل قلوبنا تفيق من سباتها