منتديات الجزائر العربية
السلام و عليكم
يشرفنا ان تقوم باتسجيل معنا عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
مدير المنتدى

منتديات الجزائر العربية
السلام و عليكم
يشرفنا ان تقوم باتسجيل معنا عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
مدير المنتدى

منتديات الجزائر العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجزائر العربية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يُـتم بلا موت..! (قصة قصيرة) 41120910
يُـتم بلا موت..! (قصة قصيرة) Support

 

 يُـتم بلا موت..! (قصة قصيرة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
JokER-Dz
المشرفين
المشرفين
JokER-Dz


العقرب
الخنزير
المشاركات : 1019
التميز : 2275
السمعة : 0
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
العمر : 28
الموقع : https://arbalg.yoo7.com

يُـتم بلا موت..! (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: يُـتم بلا موت..! (قصة قصيرة)   يُـتم بلا موت..! (قصة قصيرة) Emptyالأربعاء مايو 19, 2010 1:59 pm

يُـتم بلا موت..!

شدني - واللهِ - مشهدٌ رهيبٌ رأيته.. هزني لأكتبَ هذه الكلماتِ، هذه العِبارات، وأدوّنَ تلك العَبراتِ التي تجسّد مظاهرَ الحرمان ويتمَ هذا الإنسان...

لم أكن أعرف قبْلَ هذا أنّ أسباب اليُتم كثيرة.. إذ يقال إنّ اليتيم هو فاقدُ الأب. إلاّ أنه ظهر لي جليًّا هذه المرة، وبما عاينته من أحمد "اليتيم"، أنّ ثمةَ يتماً بلا موت..!

عهدي به منذ الصِّبا والبسمةُ البريئةُ لا تفارق شفتيهِ، وكأنها تنادي: أينكَ يا أبتاه..؟!

* * *

أمّهُ المسكينةُ خشي أهلُها أن يَلحقها داءُ العنوسة، فزوَّجوها شيخاً كبيراً بحجّةِ أنْ تسترَ نفسَها وتحصنَ فرجَها في ظلال الأسرة الجديدة..

مضَتْ أعوامٌ على زواجِها.. فكان أحمدُ نطفةَ الخطيئة: خطيئةِ الفقر.. خطيئةِ الجهل والدنيّة، بل كانَ بالطلاقِ ضحية...

نعم، أثبتَ العرف أنّ الأبوينِ أحرصُ الناس على مصالح الأولاد، غيْر أنّ الذي لم استوعبْهُ إلى حدّ الآن: لمَ تلهثُ الأمُّ وراء ابنتها المتزوجةِ لتفسدَ ما بينها وبين زوجِها من وُدٍّ وانسجامٍ وحسن نية؟! أقول: حينها تدفع الفتاة الثمن غالياً، فتذهب عفَّتها.. كرامتها.. أسرتها الجديدة هدراً، فداءً للرأي المضاد وليس حتى لرأيها!

هكذا كان مصيرُ تلك "الوليَّة" لتعودَ إلى بيتِ أبيها، وتتلاشى أحلامُها.. لمْ ترجعْ وحدَها، بل عادتْ تجرُّ أذيالَ الخيبة، معها أحمدُ، ويا لَسوءِ معاملة الخؤولِ..! وكأنّ لسانَ حالهم يقول:

بَنونا بَنو أَبْنائِنا، وبَناتُنا ... بَنُوهُنَّ أَبْنَاءُ الرِّجالِ الأَباعِدِ!

فقدَتِ الفتاةُ كلَّ المعاني الجميلة.. فقدتْ زوجها.. فقدت الدفءَ الذي ألِفتْهُ داخلَ عشّ أسْرتها مع وليدها.. أحسّتِ الفتاةُ بالألم يعصرُ قلبَها، لا لشيءٍ إلا للعارِ الّذي يمسكُ تلابيبَ ثوبها.

* * *

اغتربَتِ الأمّ المسكينةُ بسبب غربةِ الولدِ.. إذ نالتْ جزاءها بحيثُ حَمّلتْها الأسرةُ مسؤوليةً جسيمةً؛ وكأنّها هي السببُ في كلّ ما وقع..! فجعلوها دابةً تحملُ أثقالَهم إلى مكانٍ لم يكونوا بالِغيهِ إلاّ بشقِّ الأنفُس: إلى السوق من الغاب، إلى الطاحونة..

صبورةٌ - على كلّ حالٍ - لقدرِها المحتومِ، إلى أن يأتي أجلُها المختوم. أنينُ صمتها وتوجّعها يناديانِ: أين الفضيلةُ.. أين الدِّينُ والإنسانيةُ؟

أحمدُ ينمُوْ ويكبرُ في ضيقٍ.. حافيَ القدمينِ، رثَّ الثيابِ، متسخاً، و يا ليتَهُ كانَ هذا فحسْب، بل كان بين أفراد العائلة طريداً.. شريداً يتيماً، ولكثرةِ ما كانَ ينالُ مِن العقابِ والضربِ والصفْعِ؛ حتى أصبح بليداً، فكلُّ اللطماتِ كانتْ تقعُ على أمِّ رأسه.. أفقدَتْهُ وعيَهُ وساءتْ حالتُه الذهنيةُ مِن بين أترابِه والأقران.

* * *

تقدّمَ العمر بالأم الصغيرة، أبصرتْ بصيصَ أملٍ يطرقُ بابَها وخيطاً قد يكون جسراً لخلاصها:

زوجٌ جديدٌ في مثل سنِّها يا لَلفرحة العارمة! قبلَ بها وبابنِها، طارتْ من شدّة الفرح، والتحقتْ ببيتها الجديد..

* * *

تحسنتْ أحوالُ أحمدَ بخلاصه من ظُلم ذوي القُربى، وظُلْمُ ذَوِيْ القُربَى أشدُّ مَضاضةً... كما صدق الشاعر فيهنّ ظنه...

ظُلمُ الأهل والأقارب.. فسُمُّها مازالتْ آثارُهُ على جسد أحمدَ اللديغِ والضحية.

.. وبعد عامينِ في الظلالِ الوارفةِ للزواجِ الجديد، أنجبَتِ الأمُّ ابناً، أحسّ أحمدُ أنّ الولادةَ إنّما هي لهُ لا لأخيه الصغير، فبدأ يفهم معنى الحياة.. يلعب، يركض، يفرح، يبكي، ولكنْ سليقةً هذه المرة وطبيعة... ورغم كل ما جَدَّ في حياة أحمد من المسراتِ؛ فجروح الماضي غائرةٌ، وقروحُهُ لم تندمِلْ بعدُ.

* * *

كبرَ أحمدُ.. أصبحَ يافعاً..

أشارَ عليه زوج الأمِّ أن يعمل كي يُعينه على أعباءِ البيت، لبّى الطلبَ وأمسكَ عن اللعب.

مِن هُنا بدأت معاناته...

فعندما حان الوقتُ ليحرّكَ جناحيه للطيران، تصادم مع الواقع المرّ، فالمجتمع لا يقبله لبَلادته، صغيرُهم وكبيرهم، حتى أصبح اسمُه في الحيّ رمزاً للحُمق والسَّفه. حاول الفتى أنْ يتعقلَ وأنْ يتأقلم مع الوضع الجديد...

وإلى حدٍّ بعيدٍ استطاع ذلك، فهو يحمل قسطاً لا يُستهان به من النفقة تجاه أسرته، وكل ذلك على حساب حرّيَتِهِ.. هندامه.. نظافته.. يعود من العمل والشوقُ يشدُّه ليلعبَ مع أخيه، ولكنه - للأسف - لا يعرف حتى كيف يلعب معه..

لم يتعلم ذلك في أوانِه وفي الوقت الذي كان في أمسّ الحاجة إليه.. لذلكَ تَراهُ يريد أن يضحكه فيُبْكيهِ، وأنْ يسعدَهُ فيُشقيهِ، ولا يحسُّ أنّهُ صنعَ له مكروهاً، لذلك عاودَ الزمانُ آلامه وتبخرتْ آمالُه وأحلامه..

.. على فتوّتهِ وشبابهِ عادَتِ الأيديْ تنهالُ عليه ضرباً، وإن كانت هذه المرة تأديباً، فتركّبتْ فيه العقد النفسية، فأصبح يخافُ من ظلّهِ، ويفرُّ مِن صديقه وخِلّهِ.

في الوقت الذي يهتمُّ المراهقُ بنفسه، ويلحظ التغيراتِ الطارئة على فكره وجسمه، بات أحمدُ في حالةٍ مستقرة لا يلقي لها بالاً، ولا يهتم بمظهره وهندامه أبداً..

طالبته أمهُ أن يستحمّ فأبى وفرّ هارباً، كما لو أرادوا به سوءًا، يختبئُ عند الجيران وزوجُ أمهِ يتبعه كظلّهِ، بدا لي معهُ فظًّا غليظاً نزعَ مِن قلبهِ كلَّ معاني الرحمة والشفقة. كان أحمدُ يعلم أن الاستحمام يعني في النهاية الذهاب إلى العمل.. هكذا كان تفكيرُه، وكلُّ ما يكسبه من كدِّ يدهِ وعرق جبينهِ ليس له؛ بل للعائلة، ولا يتمتع هو بدرهمٍ واحدٍ كما يفعل من هُم في مثل سنّهِ، هو أجيرٌ يعمل مقابلَ أن يسدّ جَوعتَهُ ويستر عورتَه.

.. مايزالُ أحمدُ فارًّا مِن دارٍ إلى دارٍ...

خرجت من المنزل فوجدتُه بالباب يرمُقُني ببصَرِهِ خائفاً مذعوراً، فظننت أنه جاءَ رديفَ أمهِ، فدخلتُ وتركته، فهو يريد أن يحتمي مِن زوج أمّهِ الذي يصرخُ ويصيح - وشرارةُ الغضب تنبعثُ من مقلتيه البرّاقتينِ - قائلاً: "... حتى ولوْ دخلتَ جحرَ ضبٍّ أخرجتك منه". سمع أحمدُ هذه الكلماتِ فخارتْ قواه، فجلس إلى الأرض، أمسكَ به "الجلاد" فبدأ يجرّه على الأرض، بدون هوادةٍ، وأشبعَهُ ركلاً وضرباً، وبقيَ المسكينُ لا يزيدُ على الاستعطاف والبكاء.. بكاؤه عويلٌ.

بقيَتِ الأمُّ المسكينةُ ترمُقُه ببصرها مِن بعيدٍ وتضمّدُ جراحَ كبدِها، وتعزّي نفسَها بالصمت الرهيب، وكأنها تعي قول الإمام الشافعي- رحمه الله -:

وجدتُ سكوتيْ متجراً فالتزمْتُهُ .... إذا لمْ أجِدْ رِبحاً فلستُ بخاسرِ

* * *

..والمشهدُ الذي رسم صورةَ اليتيم في ذاكرتي هو هذه الصورةُ المؤثرة:
أحمدُ في قبضة الجلاد يجرّهُ ويضربه، والأمّ المسكينة لم تتكلم ببنتِ شفةٍ.. تخشى أنْ يعيدَ الزمانُ عليها مرارةَ الفراق، وأخو أحمد لأمهِ يطلب من أبيه أن يخليَ سبيله.. بل عندما أعياهُ ذلك عمد إلى بناتِ الأرضِ يلتقطها ليدافعَ عن صنْوهِ ولو على حساب أبيه! كانتِ الصورة معبرةً بحقٍّ، تقول مترجمةً هذا الوضع المأساوي:
"هذه ثمرةُ الطلاق.. هذه نهاية من يعيش في كَنَفِ غَيرِ أبيهِ، وفي حضنِ السجينةِ أمّه".

رغمَ أنّ أباه على قيد الحياة فهو يتيم..!

.. وكأنّي اسمع الفتى يردد قول الشاعر:

وما كنتُ أرضى مِن زمانيْ بِما تَرى ... ولكننيْ راضٍ بِما حكمَ الدّهرُ[1]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ngaous.net/forum
 
يُـتم بلا موت..! (قصة قصيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شحمهُ ورمٌ (قصة قصيرة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجزائر العربية  :: يوميات و قصص واقعية-
انتقل الى: