قصة مؤثرة ......إستغفر الله... إستغفر الله... إستغفر الله
--------------------------------------------------------------------------------
أن أحد الأطفال كان يلعب في داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج وسأل: من كسر النافذة؟ قيل له ولدك. فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض وأقبل على ولده يشبعه ضربا...أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم فأمضى ليله فزعا...
أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه مخضرّتان فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين متسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ, لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب, مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟
قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغدا ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات.
لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد اليوم شرط أن يعيد إليه يديه, لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر, فرمى بنفسه من أعلى المستشفى وكان في ذلك نهايته
فجاء الشاعر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري حزين:
كســـر الغــلام زجـــاج نافــذة الـــبنا ... من غير قصـــد شـــأنه شـــأن البشـر
فأتـــاه والــده وفي يــده عصـــا ... غـــضبان كـــالليث الجســـور إذا زأر
مســـك الغـــلامَ يدق أعظـــم كفـــه ... لـــم يبق شيئـــاً في عصـــاه ولـــم يذر
والطفـــل يرقـص كالذبيـــح ودمعـــه ... يجـــري كجـــري السيل أو دفق المطـر
نام الغـــلام وفي الصبـــاح أتت لـــه ... الأم الـــرؤوم فأيقظـــته على حـــذر
وإذا بكفيـــه كغصـــن أخضـــر ... صرخـــت فجـــاء الزوج عـــاين فانبهـر
وبلمحـــة نحـــو الطـــبيب سعى بـه ... والقـــلب يرجـــف والفـــؤاد قـــد انفطـــر
قـــال الطـــبيب وفي يديـــه وريقـــة ... عجّـــلْ ووقّـــعْ هـــاهـنا وخـــذ العبر
كف الغـــلام تســـممت إذ بالعصـــا ...صـــدأ قــديم في جـــوانبها انتشـــر
في الحـــال تقطـــع كفــه من قبل أن ... تســـري الســموم به ويزداد الخطـــر
نادى الأب المسكـــين واأسفـــي على ... ولـــدي ووقّـــعَ باكـــيا ثم استتـــر
قطـــع الطبيب يديـــه ثم أتى بـــه ... نحـــو الأب المنهـــار في كف القـــدر
قـــال الغـــلام أبي وحـــق أمـي ... لا لن أعـــود فـــرُدََّ مـــا مني انبتـــر
شُـــدِهَ الأب الجـــاني وألقى نفســـه ... مــن سطـــح مستشفىً رفيـــعٍ فــانتحر