كلما اتذكر هذه القصة تتجمع الدموع في عيني وتأتيني غصة معقول لهذه الدجة الأبوين يضحون بنفسهم عشان عيالهم
مواطن من سكان دولة الإمارات خرج للبحر مع أبناءه لكي (يستانسون ويلعبون)
في غفلة من الأب دخل الطفلان عمق البحر وهو(الأب) كان على الشاطئ
فما كان منه إلا أن دخل إلى البحر (من دون أن يفسخ كندورته=دشداشته)
لإنقاذ اطفاله - قال لي أخي أنه وضع عياله في دشداشته وأخذ يصارع الأمواج حتى يصل إلى الشاطئ وينقذهما (كلما أتذكر كلام أخي أشعر بإحساس لا أعرف أن أعبر عنه بمجرد كلمات) وأول ما وصل بعد العراك مع الموية
مااااااااااااااااااااات
أنقذ أطفاله ومات
الخبر:
مساء اليوم كان على موعد مع القدر حين
خرج مع أسرته إلى جزيرة الساحل (جلفار) القريبة من الرمس
وتحديداً عند أول كاسر أمواج ، خرج برفقه أبنائه لكي يحصلوا على
نصيب من الترفية بالسباحة والاستمتاع بجو البحر ، وعلى حين غفلة
من الأب اتجه الطفلان سلطان وعلي إلى البحر ولأن الشهيد مرتبط بدراسة
جامعية فقد كان حينها يقرأ في الكتب الدراسية المقررة عليه في السنة
الدراسية الأخيرة لأكاديمية شرطة دبي ، ولم ينبته إلا حين لم الشاطئ
خالي من طفليه ، فما كان منه سوى النزول بسرعة من سيارته وهو يرتدي
كندورته العادية (الدشداشة) باتجاه البحر لينقذ فلدتا كبده ، ولم ينتبه إلى أن
ابنته (عائشة) جرت معه باتجاه الخطر.
حاول الشهيد ناصر جاهداً إنقاذ طفليه ولكن أمواج البحر العاتية مساء اليوم
كانت مرتفعة بفعل رياح يوم أمس.
ولأن الشاطئ لم يكن به أحد فإن أحداً لم ينتبه لما كان يحدث في عمق
البحر ، ولولا مشيئة الله أن تصادف قدوم أشخاص للمكان في وقت الحادثة
وتدخلهم لإنقاذ أفراد الأسرة لكانوا كلهم قد غرقوا في مياه البحر.
حسن الوري الذي كان على مقربة من الشاطئ شاهد توجه الشهيد
ناصر للبحر وطفلته تجري من خلفه بصورة مخيفة جعلته يرتاب في
الأمر مما جعله يتوجه ناحية الطفلة وينقذها من أمواج المياه ويحملها
للسيارة ومن ثم محاولته إنقاذ الشهيد وطفليه فتمكن من إنقاذ
الطفل (سلطان) ، وتدخل بعدها شابان ساهما في انتشال الطفل (علي)
ولكنهم جميعاً عجزوا عن إنقاذ الشهيد ناصر الذي انهارت قوته بسبب
المجهود الذي بذله في محاولاته انتشال ابنيه ، ليلقى مصرعه في
البحر ولم تفلح بعدها المحاولات لإعادة نبض قلبه.
مسجد الشيخ راشد امتلأ بالمشيعين
أيهما المصلون: تقدموا إلى الأمام فإن المسجد قد امتلأ
مسجد الشيخ راشد الذي أقيمت فيه صلاة الجنازة على الشهيد
امتلأ من المصلين ، حتى أن فضيلة الشيخ أحمد الشحي نائب
مدير أوقاف رأس الخيمة طلب من المصلين التقدم إلى الأمام لإتاحة
المكان للمصلين الواقفين في خارج المسجد للدخول والصلاة على
الشهيد ، وقال في حديث قصير إن من علامات حسن الخاتمة أن
يصلي على المتوفى أكثر من 40 مصلياً ، فكيف بالمسجد وقد امتلأ
بهذا العدد ، كما أن الغريق يعتبر شهيد، وذكر الشحي المصلين
بضرورة محاسبة النفس لأن الموت يأتي بغتة فعلى المسلم أن
يكثر من زاد الدنيا ليوم الآخرة.
مقبرة الرمس امتلأت هي الأخرى بالمشيعين الذين قدموا
من كل مناطق الإمارة وخارجها للصلاة على الشهيد.
الله يرحمك يا ناصر ويحسن خاتمتنا