كيف تحرج من يعاديك أمام الناس؟
لو قام شخص يعاديك ويكرهك بذكر مساوئك ومعايبك أمام الناس وفي حضورك، ولكن دون أن يشير إليك أو يذكر اسمك، فلا تقاومه ولا تدافع عن نفسك، بل قم بتأييده وانتقاد من به تلك المساوئ، وكأنك لا تعلم أبداً أنك المقصود، وهذا ما سيثير استغرابه. حاول أن تجيب على تساؤلاته بالتطرق إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع، فإن أصر على الموضوع وقام بتسميتك هذه المرة وأشار إلى أنك أنت المقصود، فاظهر استغرابك! وأنك كنت تتوقع أن يكون ذلك مزحاً!. فإن رأيت منه إصرارا، فقم بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض النكات! وهذا ما سيغيظه ويثيره أكثر فأكثر، فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير لائق وهو ثائر غضبان أمام الناس، في حين تكون أنت كقطعة ثلج في صحراء سيبيريا الباردة لا تذوب أبداً!عندها سيبدأ بملاحظة نفسه وأنه ثائر على لا شيء وأن مظهره بالفعل غير لائق أمام الناس، فيبدأ بالتهدئة التلقائية، ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الإحراج، سواء من الناس الحاضرين أو منك!
إن موقفك سيجعله يفكر مستقبلاً ألف مرة قبل أن يهاجمك أو يهاجم غيرك أمام الآخرين، وسيدرك أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك، فتراه وقد تركك نهائياً، بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً!
من هنا يتبين أن القوة في المرء هي في كتم الغيظ وضبط النفس، وليست في الرد بالمثل.
إن الذي يهاجم غيره يترك ثغرات كثيرة دون أن يدرك ذلك، فتكون تلك الثغرات منطلقات للهجوم المضاد من الطرف الآخر إن أراد، ويكون ذلك الهجوم بالضرورة مؤثراً.
ومن ذلك يتعين على أي فرد منا الابتعاد عن تلك التفا هات وصغائر الأمور، ولا يدع مجالاً أو مساحة في القلب لكره أحد أو معاداته، فالحياة قصيرة