السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هداني الله إلى الإسلام
أعدها ونقّحها : دكتور عثمان قدري مكانسي
أيها الأخوة هذا الدين العظيم الإسلام إذا و جد من يعرضه عرضا
صحيحا سليما فإن النفوس بفطرتها تقبل عليه أيا كان دينها .
تقول صاحبتها كاتبة القصة التي لم أهتدِ إلى اسمها :
رأيتها بوجهها المضيء في مسجد يقع على ربوة في مدينة
أمريكية صغيرة تقرأ القرآن الذي كان مترجماً إلى اللغة الإنجليزية ،
سلمت عليها فردت ببشاشة ، تجاذبنا أطراف الحديث وسرعان ما
صرنا صديقتين حميمتين . و في ليلة جمعتنا على شاطئ بحيرة
جميلة حكت لي قصة إسلامها ، فأحببت أن أحدثكم بها لعلها تكون
لنا عظة وعِبرة .
قالت الأخت نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة و بعد
انفصال أبي عن أمي تزوج بأخرى أذاقتني أصناف العذاب ، فهربت و
أنا في السابعة عشرة من ولاية إلى أخرى حيث التقيت بشباب
عرب و هم - كما حكت رفيقاتي المشردات كرماء - و ما على
إحداهن إلا الابتسام في وجههم حتى تنال عشاء ، وتأوي ليلتها
تحت سقف دافئ وعلى فراش مريح ! و فعلت مثلهن .. في نهاية
كل سهرة كنت أهرب ، فلم أكن أحب مثل هذه العلاقات ، ثم إنني
أكره العرب ، و لكني لم أكن سعيدة بحياتي و لم أشعر بالأمان ، بل
كنت دائما أشعر بالضيق و الضياع .....لجأت إلى الدين لكي أشعر
بالروحانية و لأستمد منه قوة دافعة في الحياة ، و لكن ديني
اليهودي لم يكن مقنعاً ، وجدته دينا لا يحترم المرأة ، و لا يحترم
الإنسانية ، ديناً أنانياً كرهته و وجدت فيه التخلف ، و لم أجد فيه
بغيتي فأنا لاأقتنع بالخرافات ولا الأساطير ....فتنصرت ... وكانت
النصرانية أكثر تناقضا في أشياء لا يصدقها عقل ، و يطلبون منا
التسليم بها ، سألت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه ؟ كيف ينجب ؟ كيف
يكون لديننا ثلاثة آلهة و لا نرى أحداً منهم ، احترت ، تركت كل شيء
و لكنني كنت أعلم أن للعالم خالقا . و كنت في كل ليلة أفكر ، و
أفكر حتى الصباح .
في ليلة كئيبة – وكل لياليّ كانت كئيبة - و في وقت السحر كنت
على وشك الانتحار من سوء حالتي النفسية ، كنت في الحضيض
لا شيء له معنى ، المطر يهطل بغزارة، السحب تتراكم و كأنها
سجن يحيط بي ، و الكون حولي يقتلني ، ضيق الشجر ينظر إلى
ببغض ، قطرة مطر تعزف لحنا كريها رتيبا ، وأنا أطل من نافذة في
بيت مهجور ... و جدت نفسي أتضرع لله ، يا رب أعرف أنك هنا أعرف
أنك تحبني ، أنا سجينة ،،، أنا مخلوقتك الضعيفة أرشدني إلى
الطريق ، رباه إما أن ترشدني أو تقتلني .. كنت أبكي بحرقة حتى
غفوت . و في الصباح صحوت بقلب منشرح لا أدري كنهه... خرجت
كعادتي أسعى للرزق لعل أحدهم يدفع تكاليف فطوري ، أو أغسل
له الصحون فأتقاضى أجرها ... هناك التقيت بشاب عربي تحدثت
إليه طويلا ، و طلب مني بعد الإفطار أن أذهب معه إلى بيته ، و
عرض علي أن أعيش معه ، فوافقت على عرضه ورافقته إلى بيته ..
بينما نحن نتغدى و نشرب و نضحك دخل علينا شاب ملتح اسمه
سعد كما عرفت من جليسي الذي هتف باسمه متفاجئا ، أخذ هذا
الشاب بيد صديقي وطرده ، و بقيت أرتعد - فها أنا أمام إرهابي
وجها لوجه !!- لم يفعل شيئا مخيفا ، بل طلب مني و بكل أدب أن
أذهب إلى بيتي . فقلت له : لا بيت لي ، نظر نحوي بحزن ،
استشعرته في قسمات وجهه ، و قال حسنا ابقي هنا هذه الليلة -
فقد كان البرد قارساً - و في الغد ارحلي ، و خذي هذا المبلغ ينفعك
ريثما تجدين عملا ، و هم بالخروج فاستوقفته و قلت له شكرا ،
فلتبقَ أنت هنا و سأخرج أنا ، و لكن لي رجاء ...
أريد أن تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك و معي ، فجلس و
أخذ يحدثني ، و عيناه في الأرض فقال : إنه الإسلام يحرم
المحرمات ويُحل الحلال ، و يحرم الخلوة بالنساء و شرب الخمر و
يحثنا على الإحسان إلى الناس و على حسن الخلق .... تعجبت،
أهؤلاء الذين يقال " إنهم إرهابيون " ؟! لقد كنت أظنهم يحملون
مسدسات ، و يقتلون كل من يقابلون ... هكذا علمني الإعلام
الأمريكي قلت له أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام ، هل لك أن
تخبرني ، قال لي : سأذهب بك إلى عائلة مسلمة متدينة تعيش
هنا ، أعلم أنهم سيعلمونك خير تعليم .
فانطلق بي في اليوم التالي إليهم ، وفي الساعة العاشرة كنت
في بيتهم حيث رحبوا بي ..و أخذت أسأل وأسأل ، و الدكتور
سليمان رب الأسرة يجيب ، حتى اقتنعت تماما بكل ما قال ، و
علمت أني وجدت ما كنت أبحث عنه ، دين صريح واضح متوافق مع
الفطرة لم أجد أية صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت ...كله حق ...
أحسست بنشوة لا تضاهى حينما أعلنت إسلامي و ارتديت الحجاب
من فوري في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة..... في
الساعة الواحدة مساء أخذتني السيدة إلى أجمل غرف البيت و
قالت هي لك ، ابقي فيها ما شئت. رأتني أنظر إلى النافذة و أبتسم
، و دموعي تنهمر على خدي .. سألتني عن السبب ، قلت لها إنني
كنت بالأمس في مثل هذا الوقت تماما أقف إلى نافذة و أتضرع
إلى الله ربي: إما أن تدلني على الطريق الحق و إما أن تميتني ..
لقد دلني و أكرمني و أنا الآن مسلمة مكرمة أعرف ربي وأعرف
طريقي إليه .. الإسلام هو الطريق ، الإسلام هو الطريق ...و أخذت
السيدة تبكي معي و تحتضنني...