هل تعلم من هم اصحاب السبت؟!!
هم بني اسرائيل الذين رفضوا الذهاب مع سيدنا موسى عليه السلام
عندما امرهم الله عز وجل ان يذهبوا الى الأرض المقدسة(فلسطين)
لعمارتها و الإقامة بها.
فغضب موسى عليه السلام وتحسر على تخاذل قومه.
فدعا عليه السلام ربه. فأوحى الله ان الارض المقدسة محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض فلا تبتئس ولا تحزن على القوم الفاسدين.
فعاش بني اسرائيل في سيناء تائهين حائرين مفرقين
ولم يكن يجمعهم إلا يوم السبت للعبادة و الصلاة.
لأن النبي موسى عليه السلام كان يجمعهم يوم السبت
يقرأ عليهم ما في الألواح ويفسر لهم التوراة، لذلك اصبح
يوم السبت يوما خالصا للعبادة لا عمل فيه.
ومرت الاعوام و قوم موسى عليه السلام على عادتهم يقدسون يوم السبت،
فالصيادون و المزارعون والتجار لا يزاولون أعمالهم في هذا اليوم.
ولكن لا حظ الصيادون ان الاسماك تجتمع عند الصخور
على ساحل الخليج في ليلة السبت، ثم تغادر مياه الشاطئ
الى عرض البحر ليلة الاحد. فتعجب الصيادون وهم يشاهدون
الاعداد الهائلة من الاسماك التي تتزاحم عند الشاطئ يوم
عبادتهم وفي بقية الايام يحصلون على القليل من السمك
و ذلك بعد جهد شاق و عمل كثير.
ففكرو أن يخرجوا للصيد يوم السبت فتشاوروا فيما بينهم
و اتفقوا على ان يخرجوا للصيد يوم السبت. و راحوا يجمعون
السمك بسهولة ويسر، وعادو بخير وفير.
علم الصالحون من أهل القرية بما فعله الصيادون ففزعوا
واسرعوا ليحذروهم ويخوفوهم من غضب الله و لكن دون
جدوا بل زادوا تمردا وعصيانا. فقرروا ان يقسمو القرية
و يجعلوا بينهم حائطا.
عاش الصيادون العصاة في الجانب المطل على البحر وحفروا
جداول وقنوات على الشاطئ تصل إليها مياه البحر. ففي يوم السبت
تأتي الاسماك و تتجمع في تلك القنوات و الجداول.
فإذا جاءت ليلة الاحد ليعود السمك الى البحر تحجزها السدود.
وبذلك يجمع الصيادون اعدادا هائلة من السمك الطازج
وظل الصيادون على حالهم دون ان يلتفتوا الى تحذيرات الصالحين
و مرت الايام وهم يتمادون في عصيانهم حتى اهتزت الارض هزتا عنيفا،
واصابها زلزال دمر القرية و فزع القوم لما رأوا من انهيار الديار و ثورة الامواج
وتحطيم السفن فقالوا أنه غضب الطبيعة.
ولكن المؤمنين علموا ان هذا غضب الله عز و جل على القوم العاصين
لأنهم تكبدوا خسائر فادحة وعذابا أليما، بينما نجا المؤمنين من هذه الكارثة.
و انصلح حال القوم قليلا ولكن سرعان ما عادوا الى ماكانوا عليه.
فوفرة السمك انستهم ما حل بهم من عذاب فكانت العاقبة
أن سخط الله عليهم فجعلهم قرة و خنازير.
يا لها من عقوبة و يا لها من عبرة لمن أرادا أن يعتبر و يا لها من
موعظة للمؤمنين في كل زمان و مكان.
اتمنى ان اكون قد افتكم